في خطوة غير متوقعة و مدهشة، أعلنت شركة فوكس مواعيد طرح أهم الأفلام على أجندتها و في يوم ٣ يوليو ٢٠١٥ ظهر عنوان “يوم الإستقلال ٢”. الفيلم هو بالفعل الجزء الثاني لنسخة عام ١٩٩٦ الذي حقق نجاحاً كبيراً و شهد إنطلاقة ويل سميث، و تدور أحداثه بعد عشرين عاماً من الهجوم الأول، من وجهة نظر مواطني الأرض، و هو ما يقدر بأسبوعين على حسابات الفضائيين، كما أفصح “رولاند إيمريتش” مخرج الجزء الأول الذي يستعيد مقعده في الجزء الجديد.
قد يجد العديد، و بالأخص الشباب، صعوبة في فهم أهمية هذا الخبر، و لكن لعل من عاشوا مراهقتهم و شبابهم في التسعينات يتذكرون كم كان هذا الفيلم حدثاً مهماً و نقلة تقنية في تاريخ أفلام الخيال العلمي. قد لا تصدقون هذا الآن، و لكننا شاهدنا هذا الفيلم في السينمات عندما طرح مشدوهين و مزبهلين و معتقدين أن التكنولوجيا قد رزعت في السقف و لم يعد عند الإنسان ما يقدمه للبشرية بعد هذه النقطة. كما كان لويل سميث و شكل الكوميديا الجديد الذي كان يمثله تأثير كبير علينا. و لكن للأسف ويل سميث لن يعود في الجزء الثاني لأنه، كما أوضح رولاند إيمريتش بكل وضوح، أصبح أغلى من إمكانيات الفيلم الإنتاجية.
لم يكن هذا هو السر الوحيد الذي أفصح عنه إيمريتش، بل أنه ذهب لأبعد من ذلك بتحديد السياق الزمني للفيلم الجديد، كما أوضحت، و شرح أن فكرة الفيلم الأساسية تقوم على تخيل حاضر موازي لعالمنا يتناسب مع التجربة التي عاشها مع الهجوم الوقح للكائنات الفضائية على الأرض و ما تبع ذلك من تطور تقني و تسليح متقدم و مستعد لموجة الهجوم القادمة لا محالة. إيمريتش أوضح أيضاً أن الأساس في إسناد الأدوار سيكون لمن ظهروا في الجزء الأول كأطفال مثل إبنة الرئيس الأمريكي و إبن زوجة ويل سميث في الفيلم. على ذكر الرئيس الأمريكي، فأن بول بولمان، الذي قام بالدور في الجزء الأول، أبدى إهتماماً باستعادة دوره، لا سيما و أن مستقبله السينمائي لم يأخد منحنى مماثل لمستقبل ويل سميث بعد الفيلم. أما الشخصية الثالثة الأبرز في أحداث الجزء الأول فهي للعالم ديفيد ليفنسون، صاحب فكرة و خطة الهجوم الفيروسي على كمبيوترات المركبات الفضائية، و قام بدوره النجم الكبير، في ذلك الوقت، جيف جولدبلوم الذي لم يعلن موقفه بعد من المشاركة في الجزء الجديد.
الحظ السيء لم يلازم بيل بولمان و جيف جولدبلوم فقط بعد الجزء الأول من Independence Day بل تخطاهما لمخرج الفيلم نفسه الذي تخصص في أفلام الكوارث المبالغ فيها بعد هذه النقطة فأخرج، إيمريتش، أفلام لم تحقق نجاح مناسب، مثل 2012, The Day After Tomorrow و كارثته الكبرى Godzilla. لذلك فأن فوكس كانت حريصة على أخذ المخاطرة في جزء واحد فقط للفيلم رغم أن رولاند إيمريتش و ياوره الكاتب “دين ديفلن” تقدما لفوكس بفكرة متكاملة للجزء الثاني و الثالث ل”يوم الإستقلال”.