شاهدت يوم الإربعاء الفيلم الألماني الفرنسي الجديد Passion على قناة OSN Movies HD بعد أن عملوها الرجالة و نجحوا في عرض فيلم هام و جديد بعكس ما كنت قد توقعته هنا. الفيلم إنتاج عام ٢٠١٢ و ينتظر بدأ عرضه في دور السينما الأمريكية اليوم الجمعة. أهمية الفيلم تكمن في ممثلاته، حيث أنه يجمع النجمتين الأمريكية ريتشيل ماكادامز و السويدية نومي راباس التي أصبحت مطلب متكرر للمخرجين الكبار بعد بزوغ نجمها في الفيلم السويدي The Girl With The Dragon Tattoo. كما يعد الفيلم حدثاً على المستوى الفني بسبب قيمة مخرجه الأمريكي الكبير بريان دي بالما و هو من رواد حركة السينما المتحررة في حقبة السبعينات و له أفلام كثيرة تعد علامات لا يمكن نسيانها مثل Carrie و Scarface و The Untouchables و Carlito’s Way و الفيلم الأول من سلسلة Mission Impossible.
تبينت بالأمس السبب الرئيسي وراء حجب الفيلم عن دور العرض المصرية و هو ببساطة إنه “ماينفعش”! إذا قمت بحذف المشاهد الجنسية و الإيحاءات الفجة، لن يتبقى من الفيلم شيء ليعرض. الفيلم يحكي قصة إيزابيل جيمس التي تقوم بدورها راباس و هي تعمل كمديرة في إحدى وكالات الإعلان العالمية تحت قيادة كريستين ستانفورد (ماكادامز). في بداية الفيلم تبدو العلاقة بين الإثنين جيدة و تقترب من الصداقة حتى تأخذ منحنى حميم مفاجيء لإيزابيل و طبيعي لكريستين بسبب أسلوب حياتها المندفع و الأناني و الجامح. يقفذ الفيلم سريعاً لصراع بسبب نسب كريستين فكرة إيزابيل، في إحدى الحملات، لنفسها مما يبدأ سلسلة من الإنتقام و التنكيل و الإهانة و التوريط بين الإثنين في إطار حاد حتى تقود الأحداث لجريمة قتل!
سياق الأحداث كما وصفناه يجعل تصنيفه بالفيلم “المثير” شيء منطقي! الإندهاش بقى؟ أبداً! الصفة الرئيسية التي تليق بPassion هي أنه “بارد”. بارد في كل شيء! ريتشيل ماكادامز تخترق حاجز الطبيعي في أدوارها و تنطلق لآفاق الجنس و السيطرة و المخاطرة لكنها باردة! راباس تختبر لحظات الخيانة و الإنهيار و الإنتقام و الجنس (برضو) لكنها باردة! الجو العام للفيلم، الأوروبي بطبيعة الحال، بارد للغاية لا يجعلك تترقب أو تتفاجأ من أي شيء، رغم المنحنيات العديدة التي يأخذنا فيها دي بالما خاصةً في الربع الأخير.
فيلم Passion مأخوذ عن الفيلم الفرنسي Love Crime و هو يُعد ببساطة النسخة الناطقة باللغة الإنجليزية لذلك الفيلم. بريان دي بالما، و هو من المخرجين الذي يصح وصفهم بأصحاب مدرسة، مدرسته كانت مغلقة في هذا الفيلم، فهو قام باحتضان المنتج الأوروبي بشدة في كل شيء مع التمسك كذلك برغبته في دفع الحواجز بقوة ليخرج شيء في النهاية يمكن إضافته لتاريخه و لكنه فشل تماماً في ذلك. فالمنتج النهائي لا يدفعك للتواصل مع أي شخصياته ولا يصل لأي درجة إبداع فني، حتى في مشهد جريمة القتل الطويل المصحوب برقصة باليه. تعودنا على مسامحة كل هذا عندما تكون الأحداث مترابطة و قوية و منطقية و الحدوتة مثيرة للإهتمام، و هو ما إفتقده الفيلم كذلك، فمن الظلم تماماً تحدي منطقية أحداث الفيلم، لا تباين إنفعالات الأبطال ولا تغير مواقفهم ولا سياق جريمة القتل و تحقيقاتها ولا الإهتمام الجنسي، الغير مبرر، بإليزابيث من كل شخصيات الفيلم بجميع أجناسهم ولا صراع عالم الأعمال الذي يجمع البطلتين يحملوا أي شيء من الترابط أو المنطقية.
في الأدوار المساعدة يأتي تأثير قوي لشخصية داني، مساعدة إليزابيث و شخصية ديريك، الذي قام بدوره بول أندرسون، الذي تستغله كريستين للتلاعب بالحياة الشخصية لإليزابيث، و هو ممثل جيد، ليس لدوره في هذا الفيلم، و لكن للدور الذي عرف المشاهدين به بشكل كبير في ٢٠١١ حينما قام بشخصية سيباستيان موارن، مساعد البروفيسور جيمس موريارتي، في فيلم Sherlock Holmes: A Game of Shadows و هو الفيلم الذي يبدو أن بريان دي بالما لم يشاهد غيره في الخمس سنوات الأخيرة لأنه جمع في بطولته كذلك ريتشيل ماكادامز و نومي راباس.
فيلم Passion للأسف محبط و بارد و لا يقدم الكثير من التسلية و يا خسارة ماتش ميلان و آيندهوفن اللي ضاع بسببه.