مساء الجمعة الماضي تم طرح إعلان الفيلم الجديد The Grudge Match من بطولة سيلفستر ستالون و روبرت دي نيرو. قصة الفيلم تدور حول عداء أزلي بين ملاكمين متقاعدين منذ زمن طويل، تجمعهما الصدفة و تتجدد كراهيتهما لبعض مما يدفع أحد المروجين لإقامة لقاء أسطوري بينهما بعد ٣٠ عام من قتالهما الأخير. إعلان الفيلم يظهر فيه أيضاً آلان أريكن و كيم باسينجر و النجم الكوميدي الصاعد بقوة كيفين هارت و الذي يتألق بشدة في تريلر الفيلم:
في The Grudge Match يستمر النجمين الكبيرين، ستالون و دي نيرو، في زيارة الماضي. فمشاهدة إعلان الفيلم سرعان ما تذكرنا بثلاثة أفلام عظيمة. الفيلم الأول هو Rocky، الذي أدخل ستالون لحلبة الملاكمة و أطلقه لعنان النجومية، و الفيلم الثاني هو Raging Bull تحفة مارتن سكوسيزي الفنية التي قام فيها روبرت دي نيرو بدور الملاكم جايك لاموتا، و الفيلم الثالث بطبيعة الحال هو Copland الذي جمع النجمين في سياق درامي بعيد عن الأكشن المتواصل، و هو بالمناسبة فيلم في غاية الروعة، أنصح الجميع بمشاهدته.
The Grudge Match فرصة للنجمين لإعادة المجد الذي كان يسير في عالمين مختلفين. عالم الأكشن و العضلات و العنف لستالون و عالم العصابات و الدراما القاسية لدي نيرو. رحلات سيلفستر ستالون إتسمت بالجدية و الرغبة الحقيقية في تسجيل موجة جديدة من النجاح الجماهيري، و النقدي إذا أمكن. أما روبرت دي نيرو، فيبدو أنه لم يكن يهدف لإعادة الأمجاد قدر ما كان يهدف لإعتصار تلك الأمجاد من أجل إيجاد عمل متواصل يمكنه من الإستمرار في إستثماراته التي لا تتوقف بعيداً عن شاشة السينما. و فيما يلي نقدم لكم أهم تلك الرحلات و كيف آلت في النهاية:
الرحلة الأولى: Rocky Balboa – ٢٠٠٦
حين قرر سيلفستر ستالون العودة لحلبة الملاكمة مرة أخرى و تقديم جزء سادس لسلسلة أفلام Rocky العظيمة. فكرة الفيلم قوبلت باستهجان شديد و لكن سرعان ما تحول هذا الإستهجان لثناء و إعجاب و نجاح نقدي كبير بمجرد عرض الفيلم. Rocky Balboa هو الذي أعاد سيلفستر ستالون للأضواء بعد أن كادت أن تطفأ تماماً على مستقبله السينمائي
إقرأ أيضاً: ستة أسباب جعلت من Kick Ass 2 أسوأ فيلم في ٢٠١٣
الرحلة الثانية: Rambo – ٢٠٠٨
و كما عودنا ستالون، كيف سيكون مذاق فيلم لRocky إن لم يتبعه فيلم لRambo؟ و هو بالفعل ما قام به في ٢٠٠٨ بتقديمه الفيلم الرابع و الأخير، حتى إشعار آخر، من السلسلة الشهيرة.Rambo لم يكن في مثل حظ Rocky حيث أنه لم يحقق نجاح نقدي أو جماهيري يذكر
الرحلة الثالثة: The Expendables – ٢٠١٠ و The Expendables 2 – ٢٠١٢
The Expendables ليس رحلة لإعادة الأضواء لشخصية واحدة أو فيلم واحد، بل هو إعادة بعث لكل شيء مثله سيلفستر ستالون يوماً لجيل الثمانينات و التسعينات. أفلام The Expendables حققت نجاح جماهيري، كما أنها لم تثير الكثير من الإستهجان النقدي. و يعكف سيلفستر ستالون حالياً على التحضير للجزء الثالث الذي سيتم عرضه في منتصف ٢٠١٤ مع المزيد من النجوم. التعاون مع عمالقة الأكشن و النجاح الذي نتج عنه ذلك التعاون دفع سيلفستر لتجربة أخرى هامة، هي Escape Plan الذي يتشارك في بطولته مع أرنولد شوارزنيجر شخصياً و يُنتظر عرضه في ١٨ من أكتوبر القادم.
إقرأ أيضاً: بالفيديو | خطة الهروب – ستالون و شوارزنجر معاً من جديد
أما عن رحلات روبرت دي نيرو المحبطة للماضي فنبدأها مع:
الرحلة الأولى: Righteous Kill – ٢٠٠٨
بعد أن إنتظر المشاهدون عقود ليروا روبرت دي نيرو و آل باتشينو معاً في فيلم واحد، جاء مايكل مان و أعطانا Heat الذي أشبع إنتظارنا تماماً و أرضانا حتى قلنا أنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان. ثم بعد ذلك إنتظرنا ل١٨ سنة أخرى ليتم صدمتنا بفيلم متواضع جداً من بطولة العظيمين لم يحقق أي نجاح يذكر و لم يثبت في الذاكرة لأكثر من ساعتين بعد مشاهدته!
الرحلة الثانية: Being Flynn – ٢٠١٢
من شاهد ترافيس بيكل و هو يقوم بدور روبرت دي نيرو (هذا خطأ مقصود) في Taxi Driver عام ١٩٧٦ كان يتوقع ألا يقترب مرة أخرى من تاكسي إلا في جنازته التي يجب أن يتم تشييعه فيها على متن تاكسي أصفر. و لكنه فعلها في Being Flynn في ٢٠١٢. قدم شخصية مضطربة و مشوشة في إشارة لأحد أعظم أدواره إن لم يكن أعظمها على الإطلاق في فيلم ضعيف آخر، ربما لم و لن يتذكره أحد.
الرحلة الثالثة: The Family – ٢٠١٣
أخيراً، يعرض لروبرت دي نيرو الآن في دور العرض الأمريكية فيلم The Family من بطولته مع تومي لي جونز و ميشيل فايفر. الفيلم من نوعية الكوميدية السوداء و يدور حول أحد رجال العصابات الذي يعيش مع أسرته تحت حماية برنامج الشهود و ترتكز لحظات الكوميديا فيه على الإشارات الكثيرة لأفلام دي نيرو الكلاسيكية مثل Goodfellas و Casino و حتى Analyze This الذي هو في حد ذاته كوميديا قائمة على الإشارة لتلك الكلاسيكيات. فيلم The Family يحقق الآن مردود متواضع للأسف.
The Grudge Match سيتم عرضه في الولايات المتحدة في ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ و كل أمنياتنا أن يتمكن ستالون من إستكمال موجته بنجاح آخر و أن يأخذ بيد دي نيرو لكي يعود للنجاح و اللمعان مرة أخرى.